عندما يبحث الرجل أو المرأة عن شريك حياته، فهو يسعى خلف بعض الصفات المحددة فى حبيبه التي تتنوع بين الجمال وحس الفكاهة، الاستقرار المادي، أو حسن الخلق.
لكن الوقوع في الحب يتطلب «الكيمياء»، ولا نعني هنا الكيمياء المجازية التي تستعمل لوصف انجذاب شخصين لبعضهما البعض بل الكيمياء الفعلية.
الكيمياء لها دورها الكبير، رغم أن بعض العوامل الأخرى لها أهميتها مثل الخلفية الثقافية والاجتماعية، والذكاء، والقيم لكن العوامل البيولوجية هي الأساس.
1- العائلة الكيميائية
كل شخص يملك «عائلة كيميائية» خاصة به والتي ترتبط بالدوبامين، السيروتونين، التستوستيرون، والأستروجين. البشر يختارون الشريك الذي يملك عائلة كيميائية تكمل عائلته. مثلاً أي شخص بمعدلات عالية من الأستروجين سينجذب إلى شخص يملك معدلات عالية من التستوستيرون.سيكولوجياً كل فرد يلعب دوره أيضاً من خلال ما يعرف بخريطة الحب. خريطة الحب هي لائحة مزروعة باللاوعي وتتضمن الصفات الخاصة بالشريك المثالي. هذه الخريطة تتكون انطلاقاً من صفات الأهل، فالشخص الذي اعتاد على حس فكاهة أمه سيبحث عن شريكة تملك الصفة نفسها. هذه اللائحة تمكن الشخص عادة من معرفة ما إن كانت الشريكة التي اختارها مناسبة له خلال مدة لا تتجاوز الـ٣ دقائق.
2- وصف «غير رومانسي» للحب
للحب علمياً ٣ مراحل تختصر «رومانسيته» منذ اللقاء الأول وحتى الارتباط.1- المرحلة الأولى هي الشهوة وسببها هرمونات الجنس وهي التستوستيرون والأستروجين عند الرجال والنساء.
2- المرحلة الثانية هي الانجذاب، وخلالها يشعر كل طرف بأنه لا يمكنه سوى التفكير بالآخر واسترجاع كل تفصيل قام به السبب يرتبط بثلاثة هرمونات وهي :
- الأدرينالين:
المراحل الأولى للوقوع في الحب تحفز إفرازات الأدرينالين والكورتيزول. تأثير هذه الهرمونات يمكن رصده من خلال تسارع نبضات القلب عند رؤية الحبيب والتعرق والإصابة بجفاف الفم.
- الدوبامين:
الهرمون هذا يرتبط بمركز المكافأة في الدماغ، وتأثيره مشابه تماماً لتأثير المخدرات. وعليه فإن «العشاق» في هذه المرحلة يشعرون بطاقة لا تنضب رغم أنهم باتوا ينامون أقل من معدلهم الطبيعي، كما أنهم يفقدون شهيتهم. تأثير إضافي هو الاستمتاع بكل التفاصيل التي لم تكن تعني لهم شيئاً من قبل.
- السيروتونين:
الهرمون هذا يلعب دوراً كبير في تنظيم مزاج الإنسان، وهو يعرف بهرمون السعادة والرغبة، وهو أحد الأسباب التي تؤدي إلى التفكير الدائم بالحبيب.
وفق الدراسات هذه المرحلة يمكنها أن تغير طريقة تفكير البشر. النتائج تبين أن معدلات السيروتونين في الدم خلال هذه المرحلة تعادل تماماً معدلات الأشخاص الذي يعانون من الوسواس القهري.
3- المرحلة الثالثة هي التعلق، وهنا يمكن الحديث عن هيمنة نوعين من الهرمونات.
- الأوكسيتوسين:
تصبح معدلات الأوكسيتوسين مرتفعة خصوصاً في حال تضمنت هذه المرحلة الزواج وبالتالي الفعل الجنسي. وعليه كلما زاد معدل ممارسة الجنس أصبحت الروابط التي تربط الشريكين أقوى.
- فاسوبريسين:
رغم أن هذا الهرمون يرتبط بشكل حصري بالكلى؛ لكن العلماء اكتشفوا أنه يلعب دوراً كبيراً في العلاقات الطويلة الأمد، ويتم إفرازه بكثرة من خلال العلاقات الجنسية.
3- علم الحب
الجينات والروائح تلعب دورها أيضاً، فالشريك يتم اختياره وفق روائح الجسد التي تختلف عن تلك التي نملكها. النقطة هذه كيميائية بحتة ولا يملك البشر أي سيطرة عليها، لكن ما يمكن فعله لتعزيز فرص جذب الآخر هي:- النظافة الشخصية:
النظافة ترفع معدلات الدوبامين في الدماغ، الأمر الذي يساعد على خلق الروابط.
- الملامسة: