الصداقة قيمة حقيقية لا غنى عنها في العلاقات الإنسانية والمجتمعية، لكن هل يمكن أن يكون الرجال والنساء بصفة خاصة مجرد أصدقاء؟
يثير هذا التساؤل دائماً الكثير من النقاش والجدل نظراً للإختلاف الكبير بين أهداف ودوافع الرجال والنساء حول الصداقة وأختلاف وجهات النظر حسب تفكير كل واحد.
نتائج الأبحاث الإجتماعية الحديثة
أجرى مجموعة من الباحثين الإجتماعيين البريطانيين العديد من الإستطلاعات والأبحاث الإجتماعية على أزيد من 5000 آلاف رجل وإمرأة عن ماهية وحقيقة الصداقة بين الجنسين، خلصت هذه الأبحاث إلى ما يلي.
- أشار البعض أن هناك سلبيات تنشأ كنتيجة للصداقة بين الرجال والنساء.
منها الغيرة والإرتباك حول وضع العلاقة وإحتمالية تحول الصداقة لحب وعدم فهم السلوكيات المختلفة بين الطرفين وعدم تشجيع الآخرين للبدء بعلاقات عاطفية بسبب هذه الصداقة وما يروج حولها من لبس.
- يكون الرجال أكثر قابلية لتحويل الصداقة مع النساء لعلاقة عاطفية تتخللها الشهوة الجنسية.
عندما ترفض المرأة تحول الصداقة لعلاقة عاطفية يشعر الرجل حينها بالرفض والنبذ وغالباً ما تفشل هذه العلاقة التي لا تتوافق فيها رغبات الطرفين وأهدافهم.
- توصلت الأبحاث الاجتماعية لتأييد الفكرة القائلة بأن الرجال والنساء لديهم أهداف ورغبات مختلفة جداً في صداقاتهم مع الجنس الآخر. على الرغم من أن كلاهما قد يكون في بعض الأحيان يبحث عن رفيق وليس أكثر من ذلك، لكن قد تختلف الخطط وبشكل أكثر تحديداً، يبدو أن الرجال يميلون لتحويل الصداقة لعلاقة عاطفية في المقابل، تميل النساء إلى تفضيل الصداقات غير الجنسية التي توفر الحماية والدعم.
ما سبب فشل علاقة الصداقة بين المرأة والرجل؟
قد يكون من الصعب في الكثير من الأحيان على الرجل والمرأة أن يكونا صديقين فقط. كثيراً ما يكون لكل منهما توقعات مختلفة جداً لما سيتولد عن علاقة الصداقة هذه. أحياناً قد تعتبر المرأة أن الصداقة هي طريقها لقلب الرجل وهذا أمر صحيح فأجمل وأعمق قصص الحب هي تلك المبنية على أسس الصداقة، لكن هذا الأمر لا يكون متاحاً دائماً في حال كان الطرف الآخر لا يتشارك نفس النية والهدف في تطوير علاقة الصداقة إلى حب.
لا ننسى كذلك نظرة المجتمع والمحيطين لهذه العلاقة مما يزيد من التوتر ويضع العلاقة محل شك وتساؤل دائماً. هذا ما قد يفسد رونق وصفو الصداقة. بالقليل من الجهد وبإتباع خطوتين أساسيتين وواضحتين يمكن إنشاء صداقات ناجحة بين المرأة والرجل.
فهم احتياجات الصداقة المختلفة لكل طرف
من الشائع أن يفكر الشخص فيما يرغب به فقط عند الدخول في أي علاقة، لكن من الضروري إستكشاف وإحترام رغبة الطرف الآخر، حيث يختلف هدف كل شخص عن الآخر حول الصداقة فالبعض يريدون الرفقة والبعض الآخر يرغب بالدعم والبعض يرغب بمشاركة الاهتمامات المختلفة ولكي تكون هناك صداقة من أي نوع، من المهم إحترام هذه الاختلافات.
توضيح أُسس العلاقة من البداية
يجب على كل طرف لتجنب فشل الصداقة بين الرجل والمرأة توضيح احتياجاته من هذه العلاقة بصدق، لذلك إذا كنت تريد شيئاً محدداً من الصداقة فمن المهم أن تظهر ذلك منذ البداية. قد يتطلع أحد الطرفين لأخذ علاقة الصداقة لمستوى آخر وتحويلها لعلاقة عاطفية، لكن تفشل هذه العلاقة إذا لم تتوافق رغبة الطرفين وغالباً ما يكون من الأفضل وضع حد لهذه الصداقات في وقت مبكر لأن استمراراها سيمثل إحباطاً لدى الطرف الذي يرغب بالمزيد.
في النهاية يظل السؤال مطروحاً هل يمكن أن تكون بين الرجل والمرأة علاقة صداقة فقط؟
ليست هناك إجابة واضحة ففي الكثير من الحالات لا، في بعض الأحيان نعم! عند نضوج الطرفين وفهم كل منهما لحدود هذه العلاقة واحتياجات كل طرف. الصداقة بين الرجل والمرأة ليست علاقة مستحيلة ولكن يلزمها الكثير من الفهم والنضج.