تعتبر الولادة الطبيعيّة من أكثر التجارب المميّزة والصعبة في الوقت عينه حيث يمتزج ألم الولادة مع لهفة اللقاء الأوّل بالمولود. ففي ما تنشغل الحوامل في الإطلاع على المعلومات الخاصة بفترة الحمل وكيفيّة الإعتناء بالجنين، قد تغفل معظمهن عن الإستفسار عن مرحلة ما بعد الولادة وما قد تحمل لهنّ من أوجاع خصوصاً في منطقة الظهر. لذلك خصّصنا لك هذا المقال الذي سيتناول عن كثب مشاكل آلام الظهر بعد الولادة وأبرز الخطوات للحدّ منها
لماذا قد تشعرين بآلام في الظهر بعد الولادة؟
أولاً، تساهم التغييرات الكبيرة التي تطرأ على جسدك أثناء فترة الحمل في تحفيز آلام الظهر ما بعد الولادة. يحتاج جسمك وقتاً وفيراً للتخلّص من تلك التغييرات وإستعادة شكله وتركيبته الأساسيّة. وترافق هذه المرحلة آلاماً مزعجة في الظهر قد تطول أو تقصر مدّتها تزامناً مع الوقت الذي تستغرقه عمليّة إستعادة الجسم لوضعه الطبيعي.
ثانياً، تعتبر عمليّة الولادة الطبيعيّة شاقّة ومؤلمة في معظم الأحيان، كما تتطلّب منك جهداً بدنيّاً ملحوظاً خصوصاً على مستوى العضلات. وقد يترك هذا الإجهاد أثراً سلبياً على جسمك بشكل عام ومنطقة الظهر التي ستطالها بعض الأوجاع لفترة محدودة.
ثالثاً، تساهم وضعية الجلوس الخاطئة والغير مريحة، التي قد تعتمدينها أثناء الرضاعة الطبيعيّة في تحفيز الآلام على مستوى الرقبة والظهر بوجه خاص. يجوز لهذا الوجع أن يزداد في ظلّ إمعانك في إستخدام الوضعيّة الخاطئة عينها دون التنبّه إلى ضرورة تغييرها.
رابعاً، من المحتمل أن ترافقك آلام الظهر التي إختبرتها خلال فترة الحمل إلى مرحلة ما بعد الولادة. كما يساهم الوزن الزائد الذي غالباً ما تكتسبينه أثناء الحمل في رفع وتيرة هذا الألم، خصوصاً إذا لم تفلحي بالتخلّص منه في وقت قصير وبطريقة صحيّة.
إتبعي الخطوات التالية للحدّ من هذه الآلام
1- إختاري بعض التمارين الرياضية التي يمكن ممارستها بعد الولادة كالمشي أو السباحة مثلاً، وطبّقيها بعد إستشارة طبيبك المختصّ. من شأن هذه التمارين المساهمة في إستعادة ليونة جسمك وتقوية عضلاتك التي سبق وأنهكت أثناء الولادة.
2- إتّبعي نظاماً غذائياً صحيّاً ومناسباً بغية خسارة وزنك الزائد، ما يخفف من دون شكّ وطأة آلام ظهرك وقد يخلّصك منها تدريجياً. يمكنك في هذا السياق إستشارة أحد أخصائيي التغذية بغية جعل عمليّة خسارة الوزن سليمة وسريعة.
3- تحاشي قدر الإمكان حمل الأوزان الثقيلة أو القيام بنشاطات قد تتطلّب مجهوداً جسديّاً كبيرة. بل احرصي على تخصيص أوقات للراحة والإسترخاء برفقة طفلك ومارسي واجباتك اليوميّة بهدوء، ما قد يساهم في تخفيف آلام الظهر ويساعدك في بعض الأحيان على التخلّص منها.
4- بما أنّ وضعيّة جلوسك الخاطئة أثناء الرضاعة من أبرز أسباب آلام الظهر، ندعوك إلى الإستفادة من خبرة قابلة قانونيّة في هذا المجال أو إستشارة الطبيب المختّص بغية تعريفك إلى طريقة الرضاعة الصحيحة.