هل تقف العادات والتقاليد عائقًا في سبيل تحقيق سعادتي، عادات ما أنزل الله بها من سلطان، عادات ما زالت تفرض نفسها في مجتمعنا، وتقاليد تفرق بيني وبين من اخترته بعقلي. معتقدات لا أستطيع أن أتخطاها أو أتجاوزها. فهل أفقد الشمعة التي تضيء ساعاتي .
وهل أفترق عمن اخترته بعقلي وقلبي؛ لأسير في رحلة عذاب طويلة، وأعيش تحت سيطرة التقاليد؛ لأن أهلي يمارسون أقصى الضغوط؛ لإرغامي على اختيارهم بعقليتهم الموروثة، ويرفضون أن يعترفوا بحقي الشرعي في الاختيار، وأنا القادرة في مثل هذه السن على ذلك بشهادتهم .
لكن مع الأسف فإنَّ مفهوم الحياة لديهم هو انتقال كل الموروثات من الأجداد إلى الأحفاد؛ حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فالموروث في عرفهم يشمل كل شيء حتى الكائنات الحية، وكيف لي أن أعالج وأداوي نظامًا مترسبًا في أعماقهم، وهم يحملون بين جنباتهم قلوبًا من جليد وعقولاً من حديد؟ وكل ذنبي هو أنني أعيش بينهم ومعهم. فلماذا لا يريدون أن يفهموا أن سعادتي وكل أمنياتي معه؟ كيف أقنعهم بأنَّ ما جذبني له أخلاقه وشخصيته، وأني أرى حياتي معه
فكل زاوية في كياني تحمل بصماته وخوفه على مشاعري وأحاسيسي، فالحياة الزوجيَّة قبول ورغبة متبادلة للاستقرار والأمان، وهي اتفاق عقلي وتفاهم وراحة وإحساس، خاصة أن منْ اخترته ليس هناك ما يعيبه، دينًا أو خلقًا أو ثقافة، وهو في نفس مستوانا الاجتماعي، ورغم اقتناعي بأنَّ القليل معه خير من الكثير مع غيره، ولكن ليس بيدي حيلة في إقناعهم بالموافقة على ما شرعه الله، وهل أضعف وأوافق على اختيارهم لأسعدهم، وفي النهاية سأدفع الثمن غاليًا وأنا التي سأتحمل ظلم السنين التي ستضيع مني، وأسحق حياتي تحت عبء تقاليد عمرها قرون.
فأنا أحاول جهدي أن أجنب نفسي المواجهة والصراع، وأنا مشلولة الفكر، وأنتظر الغد وأنا متوترة الأعصاب ويشقيني إحساسي بحيرته، ويكدرني عجزي عن اتخاذ قراري. فإلى متى سأصمد وأبرر موقف أهلي أمامه؟ فهو يعيش في قلب مشكلتي بكل جوارحه، ومتفهم وواعٍ ولا يريد أن يتسرَّب الإحباط إلى نفسي، ويكون السبب في شقائي، ويرفض الاستسلام وفي نفس الوقت متمسك بي، فهو إنسان يعيش في أعماقي وأعيش في أعماقه، ورغم ذلك لا يستطيع الزواج بي ، فأخبرونى ماذا أفعل .
لاتبخل فى المشاركة برأيك فى التعليقات بأسفل الموضوع