قد يعاني الفرد في الكثير من الأحيان من عدم قدرته على تحديد هوية علاقاته الرومانسية، ما إذا كان الأمر مجرد نوع من التعلّق والإعتياد أو أنها رغبة جنسية خالصة أو أنه بالفعل يعشق ومتيم بشريكه وله في قلبه مكانة خاصة ولا يمكن إستبداله بآخر مهما كانت مميزاته.
وتتشكل العلاقة الصحيّة من الرغبة الجنسية والحب والتعلق بدرجات متفاوتة.
وتحدث المشاكل عندما يطغى واحد منهم على الاثنين الآخرين. كيف يمكن التفرقة بين كل من هذه العناصر؟
إذا كنت في حيرة من أمرك ولا يمكنك تحديد هويّة مشاعرك تجاه الطرف الأخر، تابعي معنا من خلال هذا الموضوع الفرق بين هذه الإنفعالات الثلاثة من وجهة نظر الخبراء.
1- الرغبة الجنسية
أول هذه الإنفعالات هي الرغبة الجنسية وهي الأمر الأكثر فطرية والذي يتضمن الإعجاب والإشتهاء والشغف وغالباً ما يطغى على العلاقات في بدايتها. الرغبة الجنسية نوع من الإنفعالات القويّة يمكنه أن يشوش على العقل والنظرة المنطقية للأمور وهو بمثابة مخاطرة، يعتمد بالأساس على المظهر والجمال الخارجي والتجاذب والكيمياء بين الطرفين. على الرغم من قوة هذا النوع من الإنفعالات إلا أنه يقل بصورة تدريجية مع الوقت والإستمرار في العلاقة.
2- الحب
الحب أحد المشاعر الأكثر تعقيداً وهو يتضمن التقدير والاهتمام والرغبة في القرب وهو تجربة تختلف من حالة إلى أخرى. بالنسبة لبعض الأشخاص يغلب عليه الخيال وبالنسبة للبعض الأخر يكون متطلّب ويغلب عليه الرغبة في الإستحواذ، البعض يمارس الألاعيب مع الطرف الأخر لإشعال غيرته ولكي يكون هو المتحكم في العلاقة وقد يكذب ويخون في سبيل ذلك.
في بعض الحالات يكون الحب هو الاهتمام بالأخر ورعايته والتفاني في إسعاده وهو نوع من الحب اللا مشروط ينمو مع الوقت وغالباً ما يكون طرفاه قد إختبرا علاقة صداقة طويلة الأمد قبل أن يقعا في الحب.
البعض الأخر يكون الحب بالنسبة لهم مشاعر خارجة عن السيطرة تقلب حياتهم رأساً على عقب، تفقدهم هويتهم الشخصية وهو ما يطلق عليه الحب المجنون ويتميز هذا النوع بأنه متطلب للغاية ويقع فيه الشخص سريعاً بدون مقدمات، غالباً ما يحدث للأشخاص قبل عمر النضوج، يغلب على هذا النوع من الحب الأوهام، الشخص الذي يحب بجنون غالباً ما يقع ضحية للأشخاص الذين يتقنون الخداع في الحب.
3- التعلّق
يتضمن التعلّق الشعور بالأمان والراحة مع أحد الأشخاص ما يجعل المحب يرغب في البقاء معه والقرب منه، فهو يضمن له حالة من الإستقرار النفسي لتيقنه أن هناك شخص موجود دائماً من أجل توفير الدعم اللازم له عند الحاجة، كما هو الحال في مسألة الحب، تختلف مشاعر التعلّق من حالة إلى أخرى.
الأشخاص الذين تعلّقوا منذ الصغر بأمهاتهم وأبائهم على سبيل المثال هم الأقرب لاستكمال مشاعر التعلق بشخص أخر يجدون عنده نفس مشاعر الأمان والرعاية التي كان يوفرها لهم الأهل منذ الصغر.
للتعلّق عيوب من ضمنها أن الشخص الذي يختبر هذا النوع من المشاعر يظل في خوف دائم من فقدان شريكه الذي يشعره بالراحة والأمان، يمكن بأقل لافتة من شريكه تشعره بالإهتمام أن يشعر بسعادة بالغة بينما أقل إيماءة تدل على قرب انتهاء هذه العلاقة قد تسبب لهم الذعر.
محاولة إيجاد التوازن في العلاقة
كما قلنا من قبل فإن هذه المشاعر الثلاثة تتضافر معاً لإنتاج علاقة صحيّة يسودها الإكتفاء والرغبة والمحبة. للأسف ليست كل العلاقات الزوجية يسعدها الحظ بتحقيق هذا التوازن الدقيق، في الكثير من العلاقات يفتقد الشخص للحب أو الشعور بالأمان أو الإنجذاب الجنسي للشريك. بل إن بعض الأشخاص قد يكنّوا مشاعر الحب لشخص وفي نفس الوقت يجدون الأمان والراحة مع شخص أخر وهو ما قد يسبب لهم مشكلة كبيرة.
لذلك فإن فهم نوعية مشاعرنا وتحديد هويتها أمر لازم لاستقرارنا النفسي. على كل شخص أن يفهم أن الحصول على توازن العناصر الثلاثة الأساسية من رغبة جنسية وحب وتعلق أمر ممكن وليس مستحيل غير أنه قد لا يكون متوفراً في الكثير من الحالات وأن لكل شخص تجربته الخاصة ومفهومه الشخصي لهذه المشاعر. لذا يجب أن نطوع أنفسنا حسب نوعية علاقتنا مع أخد مشاعر الطرف الآخر بالحسبان.